الثلاثاء، ١٩ أغسطس ٢٠٠٨

الحب من طرف واحد ... هل هو حب ؟؟؟


المرتبة "فلا يمكن زراعة بذوره فى أرض جدباء غير خصبة".

يقولون عن الحب أنه كتلة مشاعر واحسايس متبادلة بين اتنين وهو الفعل الذى يتصرف فيه الإنسان عن عمد ولكن باستجابة رقيقة فيها تعاطف تجاه الآخرين (أو طرف واحد آخر)، كما أن الحب مفهوم تجريدى يُفهم معناه من خلال التجربة وليس من التفسير الشفهى.


لكن الحب من طرف واحد مع وجوده فهو ناقص لأن عنصر تبادل الأحاسيس والمشاعر يكون مفقود أو منعدم، اذ يكون مختصر على طرف دون الآخر سواء بعلم الطرف الثاني أو بغير علمه

يستطيع كل فرد أن يصل إلى مرتبة الحب بل ويمتلكه بالفعل فى مختلف علاقاته لكنه مثل أى شىء آخر لابد من تنميته حتى يصل إلى هذه.


" أقسى شىء أن تحب شخص لا يعلم بذلك"


لدي تساؤلات كثيرة حول الموضوع وأنتظر إضافاتكم وآرائكم:


هل من الحكمة أن يبوح أحد الطرفين للثاني بما يختلجه من مشاعر خاصة البنت هل يمكنها البوح بذلك ؟ هنا كيف نحسس الطرف الآخر بهذا الحب والمشاعر الطيبة اتجاهه، وهل من طرق تمكننا من إيصال هذا الحب له دون المس بكرامتنا ولا بكرامة من نحب؟


أعيش مع نفـــسي وشوقي يـحرقني *** وأمني النفس بحب يزيد أشجانـي

أحببته وكتمت فهل أذنبت حينها *** وهل حين كتمت حبه أكون الجاني


لو سلمنا أن أحدهما باح للثاني بما يختلجه في صدره، هل يكون هناك مس للكرامة أو تقليل من شأن النفس؟ وهل من حقه أن يغصب محبه على مبادلته نفس الشعور مع العلم اليقين أن الحب حالة غير إرادية؟


وإني لأعلم أن حبه معانـــــاة *** ولكن سنة الدنيا، أحب، ثم أعاني

وأعلم نهايتنا لكن أغامر سلفـا *** فحبي من طرف أبتر ما له ثانـــي


أيضا، لو فرضنا أن الطرف الثاني علم بهذا الحب، وأنه إما لا يهتم به أو أنه لا يملك إحساسا يمكنه من مشاركة الطرف الثاني، حينها ما يكون تصرف المحب الذي أحب باخلاص ورسم أحلاما مع من أحب حتى صار من يحبه أحب إليه من نفسه؟



كيف سيكون حال المحب الذي عاش على أمل وعلى حب ولو أن هذا الحب كان من طرفه فقط، هل من السهل عليه أن ينسى محبه في حال ما إذا صده، أو أنه يدافع عن حبه ويكون صاحب حق حينها، أم أنه يبحث عن حلول وسطى مثلا كأن يصبح ذاك الحب صداقة أو أخوة أو حتى حبا في الله؟

طيب لو سلمنا بالحلول الوسطى، هل ترون أن الحب يتحول إلى صداقة وأخوة ؟؟


لست على وقتي نادما فكيف بحبكـم *** الذي إذا زارني بدد فورا أحزاني
أكون كاذبا إن قلت أننا أخوان ***
صعب يا حبيب أن تكون من إخوانــي


الحياة فرص كما يقال، ومن بين هذه الفرص الحب، فإن أتت هذه الفرصة (الحب) وغالبا ما تكون خارجة عن إرادتنا ولا نملك أمامها الرفض أو الممانعة، هنا لما نجد برودا من الطرف الآخر وعدم اكتراث وعدم شعور، بل أحيانا يصل الأمر إلى تحميل الطرف الأول المسؤولية وأنه ساير هوى بنفسه؟ وأحيانا أخرى نرى خوفا أو ترددا من الطرف الثاني في الخوض والاقتراب وتجريب هذا الحب؟


كم من ليالي لأجل حبه بت سهرانا *** أحس بغربتي وأنا أسكن أوطانــي
شعور يسلبني راحتي ومنــــامــي ***
شعور العاجز القادر يهدم وجداني
وماهذا الغرام الذي نعيشه للأسف***
يسمونه أبتر، حبيب يجامل الثاني


في انتظار آرائكم ومساهماتكم

كل عام وأنتم أحبتي



مع تحيات ضي القمر