الاثنين، ٤ أغسطس ٢٠٠٨

الزواج العرفي ... بكلمة "إني زوجتك نفسي" يتم هذا الزواج

مثلما تطور الزمن والعصر تطورت الأشياء والأحداث من حولنا...

زمان وأيام رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم كان للزواج معنى وشكل واحد... إنما في زماننا أصبح له أشكال وأنواع... ومن بينها ومن أكثرها انتشارا الزواج العرفي... فقد أصبح زواجا شائعا لذا رأيت من الضروري أن أعرج على هذا الموضوع وأطرحه بين يدي زوارنا الكرام للنقاش ولمعرفة الآراء المختلفة حوله.



الزواج ثم الزواج ثم الزواج الشرعي


الزواج الشرعي هو تماسك وترابط بين الرجل والمرأة والهدف منه هو العفاف والترابط الأسرى الذي يضم السعادة داخل الأسرة.

لكن تطور الزواج بتطور الأوضاع وأصبحنا نرى زواجا جديدا يسمى الزواج العرفي والذي انتشر بطريقة كبيرة جدا في زماننا هذا وفي مجتمعاتنا العربية على العموم وفي مجتمعنا المصري على الخصوص.

وإذا سألت عنه فهو في نظر المرأة والرجل الذين يفكرون فيه أنه حل من الحلول لكي يتزوجوا ويعيش حبهم لأن الأهالي برفضهما يضيعون مستقبلهم ويضيعون حلمهم فيقوم الشاب والبنت أو اختصارا "الحبيبين" بكتابة ورقة مفادها: "إني زوجتك نفسي" وهذا هو الحل في نظرهما.

هل الزواج العرفي يحقق تلك الأشياء؟؟

لا وأكيد لا، لا يحقق شيء ولا سعادة زوجية ولا ارتباط أسري ولا عفاف ولا ترابط بين الزوجين ولا تفاهم ولا شيء.

لكن عندما يفكر "الحبيبين" في هذا الزواج هل يخطر ببالهما مثل هذه الأشياء ؟؟؟

لا ولكن الذي فكرا فيه شيء واحد فقط هو المتعة وهو يسمى بزواج المتعة فقط ليس له مسمى غير ذلك، كلا من فكر في هذا الزواج في اعتقاده أن المتعة هي الشيء الوحيد في الزواج والحب الغير شرعي هو الزواج والسعادة الزوجية فعو على خطأ كبير لأن الزواج بالأساس عفة النفس من الحرام، وما الزواج الشرعي إلا الوقوع في الحرام لكن بطريقة يراها "الحبيبين" أنها سليمة ولا غبار عليها.

همسة في أذن الشاب:

هل الزواج العرفي حل لكي تعيش أنت والإنسانة التي أحببتها في سعادة وفى رضا وفى تفاهم وتوافق وفي بيت واحد وترابط أسري؟؟

هل هو حل بالنسبة لتفكيرك أو بالنسبة لاعتقادك ؟؟؟

فقد انتشر هذا الزواج وغيره من الأنواع الأخرى مثل زواج المسيار وكثير منهم، انتشر بطريقة ليس لها مثيل وانتشر بين الشباب والبنات في الجامعات والتي يقابلون بعض ويمارسون مظاهر الحب مع بعض، فالحل في نظرهم لكي لا يضيع هذا الحب أن يقوم كل منهما بتزويج نفسه للثاني أو بالمفهوم المتعارف عليه أن يتزوجا زواجا عرفيا.

إذا نظرنا إلى الزواج الشرعي نرى أن من أهم أركانه وشروطه التي حللها " الله سبحانه وتعالى ":

- إيجاب وقبول وموافقة ولي أمر الزوجة الذي يريد الزواج بها

- شاهدين على عقد الزواج

- المهر

- النفقة

- المؤخر كل ما يحق الزوجة

فهل هذا متوفر في هذا الزواج الذي ليس له أي مسمى وليس له أي قيمة ؟؟؟

أكيد لا

كما أن الزواج العرفي يعتبر سري لا يعلمه إلا الزوجين فلا رأي ولي وموافقته ولا شهود يوثقون الزواج بشهادتهم وغالبا لا مهر... فأين هو من الزواج الشرعي؟؟؟

أريد معرفة كيف ترضى البنت على نفسها مثل هذا الأمر؟؟؟

وكيف تتنازل عن كل شيء من مستحقاتها الشرعية وقبل ذلك كيف تفعل شيئا حرمه الله سبحانه وتعالى؟؟؟

أين الدين الإسلامي وأين سنة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم؟؟؟

هنا يتبادر إلى نفسي سؤال:

هل هذا ناتج من ضعف الإيمان بداخلهم؟

أم راجع إلى التربية السيئة من الأهالي؟

أم هو مظهر من مظاهر التحضر؟

أم ماذا هو ؟؟؟؟

هنا أوجه كلام لكل فتاة ترضى بالزواج العرفي:

هل الرجل الذي تتزوجينه يكون بداخله أمان من ناحيتك؟؟

أكيد لا إذا كنتِ أنتِ فعلتِ شيء بدون علم أي أحد وفعلتِ شيء خارج عن الدين الإسلامي وخارج عن تربيتك التي نشأتي عليها وخارج عن كل شيء في إسلامنا يا مسلمة.

كيف تحرمين نفسك وتحرمين أهلك من الفرح بيوم زفافك وعقد قرانك وكيف تحرمين نفسك من طفل يناديك "ماما" وتكونين في بيتك ومع زوجك الذي حلله لكِ الله زوجا على شرعه وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

فهل تنازلتي عن كل شيء بسهولة وشيء لا يضمن لكِ أي شيء في الوجود ولا في حياتك ولا استقرار وجداني بينك وبين زوجك في عشك الذي تحلمين به كأي بنت ولا تكوني أم مثالية تربي أبنائك على القيم وتعاليم الإسلام ليس لكِ حق في أي شيء.

وكما قال الله سبحانه وتعالى :

{ ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة }

فمن الضروري وقبل أي شيء لا بد من وجود الوعي الديني وتعاليم الإسلام بداخل الشباب والبنات والصغار والأطفال من طفولتهم بأنهم مسلمين ويسيرون على كتاب الله وسنة رسولنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام والوعي الديني والقيم والمبادئ الذي يجب أن يسيروا عليها واتخاذ أطفالكم أصدقاء لكم ويجب أن تسيروا وعيهم وتفكيرهم وتلاحظون في ما يفكرون ويكون في شيء اسمه حرام وشيء اسمه حلال وشيء حرمه الله سبحانه وتعالى وبعدنا عنه وشيء صرح بيه ويجب فعله على ما هو.

فهذا الزواج ندم على كل شيء فيجب أن نفكر أولا بعقولنا ونفكر في كل جوانبه قبل فعل أي شيء منه.